كيف نعرف ان الله عز وجل راضي عنا
كثير من الأيات في كتاب الله الكريم والأحاديث النبيوة الشريفة تحدثت عن رضا الله عن عباده ومحبته لهم وأسباب منحهم هذا الرضا وتلك المكانة التي يهبها الله لمن يختاره من عباده.
فقد قال الله في كتابه الكريم: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"، وقال: "رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عنه ذلك لمن خشي ربه".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل: إن الله تعالى يحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء،إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض."
ولكن، هل تدرك كيف يحبك الله؟ أن تكون حبيبا لله تعني ان يرفعك إلى مكانة لا تتخيل كيف بلغتها فيكون ما تهواه وتتمناه وفق مراد ربك الكريم، وما يبغضه الله هو الذي تكرهه ولا ترضاه لنفسك.
حينما يرضى عنك الله ستشعر أن العالم كله يخضع لك.. سترى البشر والسرور لك في قلوب من حولك..
وستشعر بفرحة كبيرة تتملكك كلما عملت عملا أو أسديت معروفا أو ساعدت انسانا أو قضيت حاجة محتاج..
وفيما يلي سنتعرف معا على آيات وعلامات رضا الله عن عباده.. وعليك أن تسأل نفسك هل أنت ممن رضي الله عنهم...
1- الهداية:
من دلائل رضا الله عنك أن يوفقك للهدى والإيمان وحب الطاعة.. وأن تسمتع بالعبادة وأن تكون في معية الله.. وأن تشعر أن لذتك الكبرى هي في إرضاء الله والخضوع له وفعل الطاعات من صلاة وصيام وقراءة قرآن وصدقة وقيام.
قال تعالى: "والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم".
2- اجتناب المعاصي:
من علامات رضا الله عن عباده أيضا أن يوفقهم لاجتناب المحرمات والمعاصي، فأنت تجد نفسك تعاف المعصية وتكره الاقتراب من أي شي يغضب رب العالمين، وتحتقر نفسك إذا أتيت قولا أو فعلا لا يرضى عنه الله، ثم تجد نفسك تخجل وتحني رأسك كلما تذكرت ما فعلته من خطيئة أو ذنب. فاعلم حينها أن الله وفقك للتوبة وأنها من علامات حبه لك ورضاه عنك.
قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".
3- إجابة الدعاء:
من دلائل رضا الله على العبد أن يكون مستجاب الدعوة، فإذا كنت قريباً من الله تنفذ كل ما أمرك به فلابد أن يستجيب الله لدعائك.
قال رسول الله: رُبَّ أشعثَ مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره"".
4- مساعدة العباد:
هل تعلم أن من علامات رضا الله عنك أن يسخرك لحاجة عباده.. إنك بهذه المنحة الإلهية تعمل وكأنك ظل الله على أرضه.. تسعى في عون عباده فيرضى عنك رب العباد.
قال رسول الله: "الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه".
5-حسن الخلق:
هل تريد أن تعلم كم أنت محبوب لدى ربك؟ كن خلوقا... فكلما كانت أخلاقك حسنة كلما زادت محبتك عند الله فيضع محبتك في قلوب عباده. فالأخلاق مفتاح سحري لدخول القلوب من أوسع الأبواب.. والله يرضى عن العبد ذو الخلق الجميل ويبغض سلوك العبد الجاحد المتكبر على عباد الله.
قال رسول الله: "إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق".
6 - الموت على عمل صالح:
إذا رضي عنك الله ختم لك رحلتك في الحياة الدنيا على خير وجعل آخر أعمالك فيها خير ووفقك للتزود من الحسنات قبل الرحيل وجعل خيرك يغلب شرك وحينها ينتهي بك المطاف إلى جنات الخلود.
قال رسول الله: " إذا أحب الله عبداً عسّله ، فقيل : و ما عسّله ؟ قال : يوفق له عملاً صالحاً بين يدي أجله ، حتى يرضى عنه جيرانه".
7 - الابتلاء:
هل تعلم كيف يكون البلاء نعمة ودليل على حب الله لك؟ كثيرون يرون أن المصائب هي غضب من الله على العبد أو هي بسبب إتيان المعصية، ولكن المصيبة قد تكون هي سبب رضا الله عليك إذا كان عملك صالحاً.
فرسولنا الكريم يقول: "إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه".
فالله يختبرك بمحنة هي عنده منحة وعندك مصيبة ليعلم هل أنت من الصابرين الراضين أم أنك من الذين يحتاجون وقتا أطول لتصفو نفوسهم ويعلمون حقيقة منحة البلاء.