قصة موسى عليه السلام
قال تعالى أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)
اغتاظ فرعون من ذلك غيظاً كبيراً و ثار ، و قام بتهديد موسى عليه السلام بأنه سيسجنه إن اتخذ غيره إلهاً ، إلا أن موسى عليه السلام لم يبل بذلك التهديد و قال لفرعون بأنه سيأتيء له بشيء و معجزة تدل على صدقه و صدق نبوته، فجاء له موسى بمعجزتي العصا و اليد
جاء وصف ذلك في الآيات الكريمة التالية
قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)
عندما رأى فرعون و قومه تلك المعجزات على يد موسى ، نملكه كبرياء و حيرة ، و لما ألح عليه موسى بدعوة فرعون و هو في أوج سلطانه و ملأ قومه ، أصدر أمره إلى هامان أن يطبخ له الآجر و يبني له صرحاً يصعد فيه إلى السماء كي يطلع إل إله موسى ، و أردف بعد ذلك بأن موسى كاذب في ان له إلهاً سوى فرعون ، و قد وصف الله تعالى محاولة فرعون اليائسة تلك بالآيات التالية من سورة القصص
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)
و قد كان فرعون يعلم بذكئه أن بناء الصرح لن يحقق له غايته ، لكنه أراد بذلك أن يتغفل القوم الذين معه كي لا يتوهموا بأنه قد أزيح عن عرش الربوبية ، فقد كان ذلك مجرد أسلوب للمراوغة فقط