أهمية القرآن الكريم
إنّ الإيمان بالكتب السماوية أحد أهمّ أركان الإيمان، وإنّ القرآن الكريم لهو المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي، ويليه السنة النبوية الشريفة، وهما المصدران اللذان نستقي منهما الأحكام المتعلّقة بمختلف نواحي الحياة، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن القرآن الكريم بشكل خاص من حيث التعريف والمميّزات وأهمّيته في حياة البشر.
القرآن هو كلام الله جلّ وعلا، والذي أنزله على النبيّ محمّد عليه الصلاة والسلام، بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، ويبدأ القرآن بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس – لكنّ أوّل سورة نزلت هي سورة العلق، في حين أنّ آخر سورة نزلت هي النصر- ، وفي القرآن مئة وأربعة عشرة سورة، منها سبعة وثمانون سورة مكّية، وسبعة وعشرون سورة مدنيّة، وعدد أجزائه ثلاثون جزءاً، أمّا عدد أحزاب القرآن فهي ستون حزباً.
أهمية القرآن الكريم
- يجلب القرآن الراحة والطمأنينة لقارئه، وتخبرنا بذلك الآية الكريمة: " ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب".
- قراءة القرآن الكريم على الماء، فيه قدرة على شفاء الأمراض.
- القرآن كتاب هداية، فهو يهدي الناس إلى ما فيه الخير والصلاح في دينهم ودنياهم، لقوله عزّ وجل: " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين".
- يشفي القرآن الصدور من الغلّ والحقد، ويدعو الناس للتسامح والعفو وما له من فوائد وآثار إيجابية على الناحية النفسية للإنسان، فيقول الله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾.
- يعدّ القرآن ربيع للقلوب ونور للصدور وجلاء للأحزان وذهاب للهموم، فالمتعلّق بالقرآن يقرأ الكثير من الآيات التي تزيل عنه همّه ووجعه، كالآيات التالية: " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا"، "لا تحزن إن الله معنا"، " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، " يريد الله أن يخفّف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً"، " وعجلت إليك ربّي لترضى"، وغيرها الكثير من الآيات التي لا يسعنا ذكرها جميعاً.
- إن القرآن الكريم؛ هو أحد اسباب رفعة منزلة المرء يوم القيامة، ففي كلّ آية يحفظها المرء يرتفع درجة في الجنة.
- يأتي القرآن يوم القيامة شافعاً لقُرّاءه، فهنيئاً لمن داوم على قراءة القرآن ولم يهجره، لقوله عليه السلام: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي ربّ إني منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن، ربّ منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان".
- فيه حل لمشكلات البشر جميعها، ما يلزم هو قارئ ومتفكّر ومتدبّر بآياته، حتى يستنبط الأحكام والأجوبة من القرآن.
خصائص القرآن الكريم
يتميّز القرآن بالعديد من المميزات، نذكر هنا بعضاً منها:
- شمول أحكام القرآن الكريم لكل نواحي الحياة، لذلك فقد كان آخر الرسالات السماوية التي نزلت على البشرية، إذ إنّه يتميّز بصلاحيه لكل زمان ومكان، على عكس الرسالات السابقة التي تميّزت بمخاطبتها لقوم محدد وفي وقت محدد.
- اتّصاف القرآن بعمق معانيه، الأمر الذي يدعونا جميعاً للتفكّر والتدبر بآيات القرآن الكريم؛ من أجل الوصول إلى المعنى الذي يوافق فطرتنا وطبيعتنا.
- إعجاز القرآن الكريم ويشمل عدّة مجالات: اللغوي والبياني والعلمي وغيرها، وسنذكر هنا مثالاً ضمن الإعجاز العلمي، فالعلم حديثاً أثبت حقيقة علمية وهي أنّ الأرض ليست كروية تماماً، وهو الأمر ذاته الذي ذكره القرآن، ففي الآية الكريمة: "والأرض بعد ذلك دحاها "، والمعنى اللغوي لكلمة "دحاها"، هو جعلها كالبيضة في الشكل، وغيرها الكثير من الحقائق العلمية، التي أثبتها العلم لاحقاً، ولكن القرآن كان قد أخبر عنها مسبقاً.