كيف كان رسول الله في بيته
حياة الرسول
حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن كحياة أيّ إنسان آخر، فقد كانت له أدوار عديدة، على رأسها أنّه كان رسول رب العالمين إلى الناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وهذا الدور هو الدور الأكثر تعباً وإرهاقاً على الإطلاق، فقد كان صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى بذل الغالي والنفيس في سبيل إيصال صوته إلى مختلف أصناف الناس ممّن كانوا يعيشون في زمانه الميمون. إلى جانب ذلك فقد كان رسول الله قائد الدولة العسكري الذي لا يشق له غبار، وزوجاً، وأباً، وجدَّاً، وخير صاحب لمن وقفوا إلى جانبه ونصروا فكرته المباركة.
لم يكن رسول الله مفرطاً في حق أية جهة عليه في ظل مشاغله العظيمة، وعلى وجه التحديد في حق أهل بيته، وهذه قدرة عجيبة كان يمتلكها هذا الإنسان العظيم، ولعل بعض الزعماء، أو المدراء اليوم يفرطون في حق أهلهم عليهم في ظل مشاغلهم الكثيرة، غير أن رسول الله لم يكن كذلك، فقد كان خيِّراً جداً في بيته، وهو القائل: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
رسول الله في بيته
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب بناته، وأبناءهم، وزوجاته، وعائلته حباً كبيراً جداً، فكان دائم التودد إليهم، وكان يلاطفهم باستمرار، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بما يلي:
- كان يعامل الأطفال من أهله، ومن غير أهله معاملة حسنة، فكان يلاعبهم، ويمازحهم، ويخاطبهم بحسب مستواهم العقلي، ومما يروى في هذا الباب أنّه قد نزل عن المنبر ليحمل الحسن والحسين –عليهما السلام-، عدا عن العديد من الآثار الأخرى التي تقرر المعنى ذاته.
- كان عادلاً مع زوجاته في الأمور المادية الّتي يمكن له أن يعدل بها، وكان يتعامل معهنَّ بأحسن معاملة، ويستشيرهنَّ في الأمور صغيرة كانت أو كبيرة، كما كان يوصي عموم الرجال بأن يحسنوا إلى زوجاتهم في المعاملة، حيث أكد أنّ معيار الخلق الحسن هو التعامل الخيِّر مع الزوجة في البيت.
- كان يقضي حاجته بيده، ويساعد في شؤون البيت، ويرعى أهله، ويقضي حوائجهم، لما لذلك من أجر كبير عند الله تعالى.
- أمر عثمان بن عفان أن يلزم زوجته رقية بنت رسول الله –رضي الله عنها وعن عثمان- عندما مرضت أثناء معركة بدر، وكان –صلى الله عليه وسلم- قد أعطاه من غنائم المعركة تماماً كما أعطى الجندي في الجيش الإسلامي.
- لم تقتصر رعاية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لأهل بيته، بل شملت كل من كان يخدمه في منزله، وخارجه، وهذا من كرم أخلاقه.