رحلات ابن بطوطة
تُعتبر الرحلات القديمة عبر الأقطار من الأمور التي ساعدت على رفدِ الثقافةِ الإسلاميّةِ بالكثير من المعلومات، لذلك انتقل الكثير من العلماء العرب من مكانٍ لآخر للحصول على المعلومات والعلوم المختلفة، ومن هؤلاء الرحالة ابن بطوطة، فقد سمعنا كثيراً عن ابن بطوطة، ويُستخدم اسمه للدلالة على أي شخصٍ يسافر كثيراً، فمن هو ابن بطوطة؟
اسم وولادة ابن بطوطة
هو محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي، ولِد في 24 فبراير 1337م، في مدينة طنجة، وكانت أسرته تعمل في القضاء الإسلاميّ، زمن الدولة الميرينيّة، مما ساعده على حفظ القرآن الكريم وعلوم الفقه والأدب والشعر، واتصف بحبه للعلم، كما كان تقياً وورعاً، وكان عالماً في الأعشاب وطرق استخدامها، وهذا الأمر أعانه على مقاومة الكثيرِ من الأمراض أثناء تجواله.
لقد فضَّل ابن بطوطة الترحال حول مناطق العالم على أن يجلس في طنجة والدراسة في المدارس المالكيّة كما كان سائداً في ذلك الوقت، فقد بدأت رحلته وعمره واحد وعشرون عاماً وكانت وجهته إلى السعودية لتأدية فريضة الحج ومن هنا بدأت رحلاته الكثيرة.
رحلات ابن بطوطة الشهيرة
عندما سافر ابن بطوطة إلى الحج لم يخرح مع قافلةِ الحجيج وإنما أخذ يترَّحل بين القوافل المسافرة، من أجل التعرّف على الناس وعلى عاداتهم المختلفة، فهذا الأمر كان من أكثر الأمور قرباً إلى قلبه، ومما ساعد ابن بطوطة في رحلاته أنه كان ينزل عند القضاة والفقهاء نظراً إلى قدومه من القضاء من بلده، حيث إنّ العادة كانت نزول الضيف صاحب مهنة معينة عند أصحاب المهنة نفسها في المدن الأخرى، فأصحاب القضاء ينزلون عند القضاة وأصحاب الصناعة ينزلون عند أصحاب الحرفة نفسها، وهكذا.
عندما خرح ابن بطوطة في الرحلات كان لا يملك المال الكثير، ولكن نظراً لترابط أبناء الدولة الإسلاميّة معاً فإنه لم يحتج إلى المال، وقد كانت الرحلة الأولى إلى الهند وخراسان وتركستان وأفغانستان وكابول والسند، كما وصل إلى الصين، وعندما رجع إلى بلاد العرب زار بلاد العجم والعراق وسوريا وفلسطين، وزار اليمن وأفريقيا الشرقية وعُمان والبحرين والأحساء، وقد حجّ أربع مراتٍ خلال هذه الرحلةً وهو ما وفّقه حسب مقولاته.
ثم بدأ برحلته الثانية إلى بلاد الاندلس عام 1350م حيث مر بطنجة وجبل طارق وغرناطة قبل عودته إلى مدينة فاس، وكانت رحلته الثالثة إلى السودان ومالي وغيرها من البلاد الإفريقيّة عام 1352م واستمرت هذه الرحلة عامين.
واستطاع ابن بطوطة أن يكشف الكثير من أسرار المجتمعات خلال رحلاته مثل استخدام النقد في بلاد الصين، واستخدام الفحم الحجريّ.
مؤلّفات ابن بطوطة
(تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)
وقد تُرجم الكتاب إلى اللغات الإنجليزيّة والألمانيّة والفرنسيّة.