أقدم 10 جامعات في العالم لا زالت تُدَرّس إلى يومنا هذا
رغم تراجع تصنيف الجامعات العربية أمام الجامعات العالمية إلا أنّ البلاد العربية كانت زاخرةً بالجامعات المرموقة والتي قصدها الكثير من طلبة العلم من شتى بقاع الأرض.
نستعرض هنا قائمة بأقدم عشر جامعات في العالم لا زالت تُدَرّس إلي يومنا هذا، منها ثلاث جامعات إسلامية.
10 جامعة نابولي فيديريكو الثاني في إيطاليا – تأسست في عام 1224
تقع جامعة «نابولي فيديريكو الثاني» في جنوب إيطاليا وقد سُمّيت بهذا الإسم تيمنًا بمؤسسها الإمبراطور الروماني «فريديريك الثاني». وكان الهدف من تأسيسها في عام 1224 هو تدريب حاشية الإمبراطور من قضاة ومحامين وبيروقراطيين، ثم بدأت بتدريس العامة حتى لا يضطروا إلى السفر إلى جامعة «بولونيا» والتي كانت تقع في أراضٍ معادية.
أما اليوم فيه تضم أكثر من 97 ألف طالب وطالبة يتخصصون في مجالات عدة.
9 جامعة بادوا في إيطاليا – تأسست في عام 1222
جامعة «بادوا» هي ثاني أقدم جامعة في إيطاليا وتعود قصة تأسيسها إلى عام 1222 عندما قرر بعض الطلاب والأساتذة الإنشقاق عن جامعة «بولونيا»، الوحيدة فى البلاد وقتئذ، وتكوين مؤسسة جامعية أخرى أكثر حرية وأكاديمية وتخصصاً.
وقد بدأت الجامعة فى التألق فعلياً بعد 300 عام من تأسيسها، وذلك فى القرن السادس عشر عندما أصبح ينتمي إليها عُظماء ومشاهير كُثُر، وأصبحت لديها بحوث أكاديمية مرموقة وشهيرة فى أوروبا كلها.
أما اليوم فما زالت جامعة «بادوا» تعمل بنفس القوة والكفاءة والتميز، وتُعتَبر من أفضل الجامعات الاوروبية الحديثة، حيث وصل تعداد طلابها إلى أكثر من 50 ألف طالب وطالبة.
8 جامعة سالامانكا في إسبانيا – تأسست في عام 1218
بدأ التدريس في جامعة «سالامانكا» في عام 1130 ولكن لم يتم الإعتراف بها من قبل الملك «ألفونسو التاسع» إلا فى عام 1218. وفي عام 1254 مُنِحَت اللقب الجامعي من قِبَل الملك «ألفونسو العاشر» ثم إعترف بها البابا «أليكساندر الرابع» في العام التالي.
وتُعَد جامعة «سالامانكا» أقدم جامعة في إسبانيا ورابع أقدم جامعة في أوروبا، وعلى الرغم من تأسيس جامعة «بلنسية» قبلها، إلا أنه لم يعد لها وجود اليوم، فحازت جامعة «سالامانكا» على هذا اللقب باعتبارها مُستمرة حتى يومنا هذا. وقد اكتسبت الجامعة شهرتها عندما إستعان «كريستوفر كولومبوس» بعلماء الجغرافيا لديها لمساعدته في رحلاته لإستكشاف العالم الجديد.
وتضم جامعة «سالامانكا» اليوم أكثر من 30 ألف طالب وتُعتبر مكتبتها من أضخم المكتبات الجامعية في العالم حيث تحتوي على 906 آلاف كتاب.
7 جامعة كامبريدج في بريطانيا – تأسست في عام 1209
جامعة «كامبريدج» الغنية عن التعريف، تُعتبر ثاني أقدم جامعة بريطانية وقد تأسست فى عام 1209 من قِبَل طُلاب وأكاديميين وأساتذة تركوا جامعة «أوكسفورد» وقرروا تأسيس جامعة جديدة في بريطانيا.
أما اليوم فإن جامعة «كامبريدج» تُعتبر هي – وبلا أي مُبالغة – القاطرة التى تقود الحركة التعليمية والجامعية والبحثية فى القارة الاوروبية والعالم بأسره، ويتم تصنيفها سنوياً ضمن المراكز الخمسة الأولى من أفضل 100 جامعة عالمية بشكل مُستمر.
وتتميز جامعة «كامبريدج» بأنها خرّجت علماء مشهورين كإسحاق نيوتن وستيفن هوكنغ بالإضافة إلى أكثر من 90 عالماً وباحثاً حازوا على جوائز نوبل.
6 جامعة أوكسفورد في بريطانيا – تأسست في عام 1167
جامعة «أوكسفورد» هي دُرة التاج البريطاني وهي واحدة من أعظم جامعات العالم على مرّ التاريخ. ولا يُعرف تاريخ تأسيسها بالضبط ولكن بدأ التدريس فيها في عام 1096 واكتسبت شهرتها في عام 1167 عندما منع الملك «هنري الثاني» التلاميذ الإنجليز من الإلتحاق بجامعة باريس.
أما اليوم فهي تضم أكثر من 22 ألف طالب وطالبة وقد تخرّج منها 27 حائز على جائزة نوبل و 26 رئيس وزراء بريطاني كـ«ديفد كاميرون»، والعديد من وزراء الخارجية البريطانيين.
5 جامعة باريس السوربون في فرنسا – تأسست بين عامي 1160 و 1250
لا يُعرف بالتحديد تاريخ تأسيس جامعة باريس السوربون إلا أن معظم المؤرخين أكدوا أنها تأسست في منتصف القرن الثاني عشر بين عامي 1160 و1250 وبأنها كانت موجودة قبل تأسيس جامعة أوكسفورد بسنوات معدودة.
ولقد كانت الجامعة منارة علمية فى القارة الاوروبية فى فترة العصور الوُسطى المُظلمة في أوروبا إلى أن تم تأسيس كلية السوربون كواحدة من الكليات التابعة للجامعة وذلك فى عام 1257 ثم نمَت بسرعة كبيرة فى العديد من المجالات العلمية والطبية والفنية.
وتقوم اليوم بتدريس أكثر من 23 ألف طالب في مجالات عديدة وهي معروفة بأنها من أفضل الجامعات على مستوى العالم.
4 جامعة بولونيا في إيطاليا – تأسست في عام 1088
تُعتبر جامعة «بولونيا» أول جامعة للتعليم العالي فى العالم الغربي كله ويعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1088 ميلادياً، وتقع كما يُشير إسمها فى مدينة بولونيا الإيطالية.
وفي واقع الأمر فإن الجامعة كانت ومازالت من أكثر المؤسسات التعليمية التى أفرزت بحوثاً وعلماء واكاديميين ومُخترعين فى التاريخ، إلا إذا إستثنينا الحقبات التاريخية الصعبة التى مرت بها إيطاليا في فترتي الحرب العالمية الاولى والثانية. أما اليوم فهي تضم أكثر من 80 ألف طالب في جميع التخصصات ولها عدة فروع حول العالم.
3 الجامعة النظامية في إيران والعراق – تأسست في عام 1065
بعيداً عن الغرب فى هذه الفترة، كان هنالك فى الشرق حيث العرب والمسلمين، تميزاً علمياً وأكاديمياً غير مسبوق فى أي مكان من العالم. ففي عام 1065 في زمن الخليفة العباسي أبوجعفر عبد الله القائم بأمر الله، قام الوزير «نظام المُلك» بتأسيس الجامعة النظامية في بغداد وعيّن الإمام الغزالي لإدارتها، ثم إفتُتِح لها عدة فروع في العديد من المدن الإسلامية الكُبرى كالموصل وأصفهان والبصرة.
وكانت الجامعة النظامية توفر تعليمًا مجانيًا وقد لقيت دعمًا ماديًا لا مثيل له. ومن أبرز العلماء الذين تخرجوا منها إبن الجسار والفيزيائي إبن الهيثم وإبن رشد والعالم الفلكي إبن يونس وغيرهم.
ويؤكد المؤرخون الغربيون بأن نظام هذه الجامعة بفروعها المُنتشرة فى البلاد الإسلامية كان يُمثل قيمة مُبهرة بالنسبة للأوروبيين فى ذلك الوقت، والذين بدأوا فى تأسيس الجامعات الاكاديمية تقليداً للحضارة العربية والإسلامية الزاهرة فى هذه العصور وبأن الجامعة النظامية تحديداً بفروعها وكلياتها المُختلفة تُمثل حجر الأساس للجامعات الغربية الحديثة.
2 جامعة الأزهر في مصر – تأسست في عام 972
تُعتبر جامعة الأزهر ثاني أقدم جامعة عالمية عريقة لا زالت موجودة حتى يومنا هذا بنظامها التعليمي ودرجاتها الأكاديمية، وقد تأسست بين عامي 970 و 972 ميلادياً إبان فترة الحُكم الفاطمي لمصر. وكان الهدف من تأسيسها أن تكون قلعة للعلوم الدينية الإسلامية بمذاهبها المُختلفة، فضلاً عن تدريس اللغة العربية وقواعدها والبحث فى كنوزها اللغوية، ودراسة أصول الدين والفقه وعلوم الحديث وغيرها من العلوم الإسلامية.
ومع مرور الوقت تطوّرت الجامعة وتوسعت فى العلوم الدنيوية أيضاً وبدأت فى تدريس البرامج الدراسية ذات الطابع العلمي والأدبي.
أما اليوم – ووفقاً للتصنيف العالمي لترتيب الجامعات الدولية – فإن جامعة الأزهر تحتل المركز رقم 74 على مُستوى الجامعات الأفريقية، والمركز رقم 8,019 عالمياً.
1 جامعة القرويين في المغرب – تأسست في عام 859
تُعتبر جامعة القرويين في مدينة فاس المغربية، أقدم جامعة فى تاريخ العالم على الإطلاق بحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية واليونسكو، حيث تم تأسيسها فى العام 859 ميلادياً. ومما يدعو للفخر فعلاً هو أن واضع حجر الأساس لهذه الجامعة العريقة هي سيدة تُدعى فاطمة الفِهري القيراوني.
ولا زالت الجامعة تعمل كمؤسسة أكاديمية فى المغرب حتى يومنا هذا وقد تخرج منها الكثير من الرموز الإسلامية والعُلماء الغربيين منهم «سلفستر الثاني» الذي شغل منصب البابوية من العام 999 إلى العام 1003 وموسى ابن ميمون الطبيب والفيلسوف اليهودي الشهير فى عصره، والعالِم العربي إبن خلدون مؤسس علم الإجتماع.