أبشع وسيلة للتسول
لجأ متسولين في الصين إلى حيلة جديدة بشعة لكسب تعاطف المارة، وهي تشويه الجمال عمدا لاستخدامها للتسول والحصول على التبرعات. هذه الحيلة الخبيثة انتشرت مؤخراً بطريقة متزايدة، بعدما أثبتت نجاحها في كسب تعاطف الأشخاص الذين لا يترددون في التبرع بسخاء لمساعدة هذه الحيوانات.
تم اكتشاف هذه الجريمة البشعة في حق الحيوانات مؤخراً في مدينة فوتشو بمقاطعة فوجيان في الصين، حيث تم رصد رجلين يرتديان ملابس بالية يركعان للتسول أمام المارة، بينما يمسكان حبلا معلقا على عنق جمل. وعندما اقتربت الشرطة منهم، اكتشفت بأن الجمل ليس لديه حوافر، وعليه آثار جروح تؤكد بأن الأطراف قد قطعت عمدا.
وفي حادثة آخرى، نشرت قناة “فوتشو الاخبارية” تقريرا يصور حالة جمل مبتور الساقين وجد على جانب الطريق تركه هناك أحد المتسولين، وأشار التقرير أن مثل هذه الحالات للإبل المصابة قد رصدت في العديد من المدن الأخرى مثل شنتشن، نتشو، شاوشينغ، شيامن، قوانغتشو وهيفى.
ووفقا للشرطة، فإن تشويه الحيوانات هي آخر صرعات التسول في الصين. فيبدو أن بتر أعضاء الأشخاص لم يعد يحصل على أكبر قدر من التعاطف، إذ يتم تجاهل المتسولين مبتوري الأعضاء الى حد كبير. لذلك انتقل متسولون عديمي الضمير إلى هذه الحيلة عن طريق إيذاء الحيوانات لتحقيق مكاسب مالية، وهي ظاهرة منتشرة منذ شهر ابريل عام 2014.
وللأسف، فإن الشرطة لا تستطيع اتخاذ أي إجراء ضدهم، في ظل غياب الأدلة. فعندما يسأل المتسولون عن حالة الجمل، يزعمون ببساطة بانهم أنقذوه بعدما تعرض لحادث قطار وبما أنهم لا يملكون المال لمعالجته لجأوا إلى التسول، فيما لا تملك الشرطة أي أدلة لإثبات حقيقة الأمر المرة.
نشطاء حقوق الحيوان في الصين مستاؤون كثيراً من الوضع، وحذروا الأشخاص من عدم التبرع لهؤلاء المتسولين. ويقول شيونغ كونغ أحد النشطاء المدافعين عن حقوق الحيوان أنه من الواضح بأنه تم تشويه هذه الحيوانات منذ فترة من الزمن لأن الجروح قد التأمت.
ويقول شيونغ أنه وفقاً للمعلومات التي وصلته فإن هؤلاء المتسولون يحصلون على أموال كثيرة من المارة المصدومين من حالة الجمل، وهم في الواقع يكافئون هؤلاء المجرمين على تعذيبهم للحيوانات واضاف: أن الشرطة عندما تصادف هذه الحالات تكتفي بتغريم المتسول بسبب التسول في الشارع العام ليس إلا. وستبقى القضية معلقة حتى نحصل على قوانين جديدة تحمي حقوق الحيوان بشكل أكبر.
الجمل البري هو من الأنواع المهددة بالانقراض ومحمية بشكل صارم من قبل الحكومة الصينية. إذ لم يتبقى منها سوى حوالي 600 في صحراء جوبي غرب الصين، و 800 فقط في صحراء منغوليا. ولكن على الرغم من ذلك، لا توجد قوانين حقيقية تعاقب الأشخاص الذين يسيئون لهذه الحيوانات.