ثدييات الشام الباقية والمنقرضة
تُعدُّ بلادُ الشَّام، أو سوريا الطبيعيَّة، إحدى أغنى أقاليم الوطن العربي خصوصًا والشرق الأوسط وحوض البحر المتوسَّط عمومًا،
بأنوع الثدييات البريَّة الباقية والمُنقرضة على حدٍّ سواء.
ويرجع غنى بلاد الشَّام بالثدييات إلى موقعها المُميَّز وسط قارَّات العالم القديم الثلاث:
آسيا وأوروبَّا وأفريقيا، الأمر الذي جعل منها إقليمًا مُتنوّع النُظم المُناخيَّة يُمكنُ لطائفةٍ واسعة من الحيوانات المُختلفة أن تستغلَّها،
ومعبرًا للأنواع المُهاجرة من الجنوب إلى الشمال، والعكس.
تضمُّ بلاد الشام حاليًّا أربع دول ذات حدودٍ مرسومة تُقسم إحداها إلى 3 كيانات سياسيَّة، وهذه الدول هي:
سوريا، ولبنان، والأردن، وإسرائيل، والضفَّة الغربيَّة، وقطاع غزَّة (والثلاثة الأخيرة تُشكّلُ معًا فلسطين التاريخيَّة).
يصلُ عدد أنواع الثدييات الباقية حاليًّا في سوريا إلى 71 نوعًا، وفي لبنان إلى 57 نوعًا، وفي الأردن إلى 70 نوعًا،
وفي إسرائيل والأراضي الفلسطينيَّة إلى 96 نوعًا، وهذه كُلَّها الأنواع البلديَّة الأصليَّة،
وهُناك حوالي 6 أنواع دخيلة استُقدمت من أنحاء مُختلفة من العالم لأسبابٍ اقتصاديَّة بالمقام الأوَّل،
كجاموس الماء والكيپ، وواحد كبديل عن نوعٍ مُنقرض (الأيل الأسمر الأوروبي)،
وواحد عن طريق الخطأ (سنجاب النخيل الهندي)، وواحد لأسبابٍ أمنيَّة محض (العلند).
كانت بلادُ الشَّام موطن أنواعٍ أُخرى من الثدييَّات طيلة قرون، وقد انقرض مُعظمها محليًّا ولم يبقَ منهُ سوى في أوروبَّا وأفريقيا،
وبعض هذه الأنواع انقرض بسبب الأنشطة البشريَّة الضارَّة بالبيئة مثل الصيد المُكثَّف واستصلاح الأحراج والغابات للزراعة،
ومن هذه الأنواع: الأسد والدُب البُني وفأر الماء الأوروبي،
ومن الأنواع الأخُرى ما اندثر لأسبابٍ طبيعيَّة قُبيل الفترة التي دوَّن فيها البشر تاريخهم، مثل: فرس النهر،
وكركدن ميرك، وهُناك أنواعٌ أُخرى من غير المؤكَّد سبب انقراضها، مثلالفيل الآسيوي.
كذلك فقد انقرض سُلالات أنواعٍ مُعيَّنة بينما بقيت سُلالات أُخرى،
مثل النمر الذي اندثرت سُلالته الفارسيَّة / الأناضوليَّة من القسم الشمالي من الشام على الأرجح،
فيما بقيت سُلالته العربيَّة مُنتشرة بأعدادٍ قليلة في القسم الجنوبي.