التأثير الحضاري للمسيحية
التأثير الحضاري للمسيحية ضخم وشديد التشعب، إضافة إلى أنه يشمل جميع مجالات الحضارة؛
فقد لعبت الديانة المسيحية دورًا رئيسيًا في تشكيل أسس وسمات الثقافةوالحضارة الغربية كما وأثرت المسيحية،
بشكل كبير على المجتمع ككل بما في ذلك الفنون واللغة والحياة السياسية والقانون وحياة الأسرة والموسيقى.
تلونت طريقة التفكير الغربية تحت تأثير المسيحية ما يقرب من ألفي سنة من تاريخ العالم الغربي،
كما كانت مصدرا رئيسيًا للتعليم فقد تم تأسيس العديد من الجامعات في العالم من قبلالكنيسة،
والرعاية الطبية والخدمات الاجتماعية وكذلك كان للمسيحية دور رائد في رعاية وتطوير العلوم.
ولها تأثير واضح في العمارة فقد أنتجت كاتدرائيات لا يزال بعضها قائمًا بين مآثر وروائع الهندسة المعمارية
الأكثر شهرًة في الحضارة الغربية. كان دور المسيحية في الحضارة متشابكًا بشكل معقد في تاريخ
وتشكيل أسس المجتمع الغربي، وكان جزء كبير من تاريخ الكنيسة مرتبطًا بالغرب.
نشأت المسيحية عام 27 من جذور مشتركة مع اليهودية وتعرضت للاضطهاد من قبل الإمبراطورية الرومانية،
نشأت المسيحية عام 27 من جذور مشتركة مع اليهودية وتعرضت للاضطهاد من قبل الإمبراطورية الرومانية،
لكنها أصبحت في عام 380 الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية، فشاركت بشكل معقد في السياسة الأوروبية
ولا يزال تأثيرها السياسي راسخ حتى اليوم في العالم الغربي، وكانت تعاليم يسوع والوصايا العشرة
مصدر الهام للقوانين الغربية وذات تأثير أخلاقي على الفكر الغربي، وشكلّت تعاليم يسوع والكتاب المقدس
حجر أساس الحضارة الغربية، وتركت بصمة واضحة على الفلسفةالغربية. بعض من أمثال يسوع،
مِثل مَثل السامري الصالح، تعد اليوم مصدرًا مهمًا لمفاهيم حقوق الإنسان.
وكان أيضًا لتعاليم المسيحية ولاهوتها أثر على الزواجوالحياة الجنسية،
كذلك كان للمرأة نصيب من المسيحية حيث رفعت الكنيسة من قيمتها وزادت من تأثيرها على المجتمع،
وكان لها دور بارز في تاريخ المسيحية،رفضت الكنيسة وأد الأطفال وحاربت ظاهرة العبودية ورفضت الطلاق،
وسفاح المحارم، والمثلية الجنسية وتعدد الزوجات، وتنظيم النسل والإجهاض والخيانة الزوجية.
ولا يتوقف تأثير المسيحية على الحضارة الغربية فقد لعب المسيحيون أيضًا دورًا بارزًا ورياديًا
ولا يتوقف تأثير المسيحية على الحضارة الغربية فقد لعب المسيحيون أيضًا دورًا بارزًا ورياديًا
في تطوير معالم الحضارة الإسلامية والشرقية. ففي عهد الدولة العباسية نشط المسيحيون في الترجمة
من اليونانية إلى السريانية ومن ثم للعربية، حيث كان معظم المترجمين في بيت الحكمة من المسيحيين،
ونشطوا أيضًا بالطب والعلوموالرياضيات والفيزياء فإعتمد عليهم الخلفاء،
كما وقاد المسيحيون النهضة العربية بصحفهم وجمعياتهم الأدبية والسياسية.
وحتى اليوم لهم دور فعّال في العالم العربي والإسلامي في مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وكذلك الأمر في الشرق الاقصى والهند للمسيحية إرث عريق ولا يزال في كافة المجالات خاصًة في التعليم والرعاية الصحية.
المسيحية تعتبر أكبر ديانة في العالم إذ يبلغ عدد أتباعها 2.2 مليار نسمة،
المسيحية تعتبر أكبر ديانة في العالم إذ يبلغ عدد أتباعها 2.2 مليار نسمة،
وتأثيرها على العالم واضح من خلال إنتشار ثقافتها الدينية؛
في أعيادها مثل عيد الفصح وعيد الميلاد كونها أيام عطل رسمية للأمم الغربية ولعدد كبير من الدول الغير مسيحية،
وكون تقويمها؛ التقويم الميلادي هو التقويم الأكثر انتشارًا في العالم وهو التقويم الدولي في العصر الحديث،
وفي أنو دوميني أي تقسيم تواريخ البشرية إلى قبل وبعد ميلاد يسوع مؤسس المسيحية؛
وفي دور المسيحيون الهام في تطوير الحضارة؛ إذ ذكرت 75 شخصية مسيحية من مختلف المجالات
في كتاب الخالدون المئة في قائمة المائة شخصية الأكثر تأثيرًا في تاريخ البشرية.
وبات للمسيحية بصمة واضحة فيالحضارة العالمية وتاريخ البشرية على مختلف الأصعدة.
إنتُقدت العديد من الإجراءات الكنسيّة والتي كان لها تأثير عميق على المجتمع الغربي؛
إنتُقدت العديد من الإجراءات الكنسيّة والتي كان لها تأثير عميق على المجتمع الغربي؛
تجدر الإشارة بوجه خاص الإنتقادت الموجهة إلى الممارسات التعسفية والقاسية لمحاكم التفتيش الرومانية والإسبانية،
ومحاكمة جاليليو جاليلي، ورفض منح سر الكهنوت للمرأة واضطهاد غير المسيحيين،
كما وينتقد العديد من الباحثين دور المسيحية التاريخي في إذكاء مشاعر معاداة السامية
ومعاداة المثليين والتمييز بحق النساء. كذلك يتطرق النقاد إلى علاقة المسيحية والعنف
وتُعتبر كل من الحملات الصليبية والحروب الدينية في أوربا أبرز الأمثلة على العنف المسيحي.
ومن القضايا الجدلية أيضًا قضية العبوية حيث يلقى اللوم على الكنيسة لأنها لم تفعل ما يكفي لتحرير من العبودية،
وعلاقة المسيحية والإستعمار إذ تتهم المؤسسات المسيحية والمبشرين بإستخدام التعاليم الدينية
لتبرير الأعمال التعسُفيّة التي قام بها المستعمرين بحق السكان الأصليين،
فضلًا عن أرتباط العديد من المؤسسات الكنسيّة ودعمها للأنظمة الديكتاتورية والشمولية
في القرن العشرين بحسب العديد من النقاد. في الآونة الأخيرة أثارت قضايا مثل نظرية الخلق، تطور،
والخلايا الجذعية، وتنظيم النسل جدلًا وإنتقادات في علاقة المسيحية مع العلوم.