ألفريد نوبل - قصة اختراع الديناميت
الإبداع الإنساني يأخذ وجوهًا مختلفة تبلغ أحيانًا حدّ التناقض، فيمكن للعبقري الذي أبدع بعبقريته ما يمكن أن يقدم به خدمة جليلة للإنسانية، أن يندم على نتاج عبقريته، ويسعى إلى تقديم الاعتذار للأجيال الإنسانية لعلها تغفر له ما يلحق نتاجه من آلام وأهوال ببني جلدته.التاريخ مليء بالتناقضات التي يمكن أن نتوقف أمامها ونتعلم منها أشياء غاية في الأهمية، ويمكن أن نرى أن هذه التناقضات في غالبيتها تدور في فلكـَـي النجاح والفشل، فالإصرار على النجاح والتألق والنجومية بأي حال قد يؤدي في بعض المراحل لدى فئة من أشخاص إلى المرور على كثير من الثوابت والأخلاقيات والقيم الإنسانية النبيلة.
موجز حياة المخترع ألفريد نوبل
ولد عالم الكيمياء السويدي ألفرد نوبل في 21 أكتوبر 1833م في مدينة ستوكهولم، عاصمة السويد. أتاح والده عمانوئيل نوبل، بعد جهد وكفاح في العمل في حقل الألغام البحرية وثرائه من ذلك، فرصة تعلّم جيدة لابنه ألفريد وأخوته الثلاثة، حيث وفر لهم المدرسين الأكفاء في علوم الطبيعة والكيمياء واللغات والآداب، فما أن بلغ ألفريد السابعة عشرة من عمره حتى أتقن خمس لغات وهي : السويدية، والروسية، والفرنسية، والإنجليزية، والألمانية.اقترن اسمه بالعالم المتعطش إلى الحروب الفتاكة، فقد قام بصناعة المواد المتفجرة، وخاصة الديناميت، وحقق ثروة من اختراعه إلى أن بلغت ثروته تسعة ملايين دولار أمريكي ذلك الوقت، ولكنه اكتشف أن هذه الثروة تحققت له من عمل بات يساء استخدامه.
كان ألفرد نوبل غنيًا في شخصيته، وكان يقرأ الأدب، ويسعى إلى تقديم عمل نافع إلى الإنسانية، الأمر الذي دفعه في مجال دراسته الهندسية إلى صناعة الديناميت.إن قصة اختراع الديناميت تقدم لنا مخترعًا عبقريًا أراد أن يثبت للآخرين، وعلى الأخص للمرأة التي أحبها، ولكنها رفضته، بأنه شخص متفوق وليس فاشلًا. لقد استخدم هذا الشخص الرعونة والقوة في الاختراع، فلجأ إلى المتفجرات دون اللجوء إلى الفن والأدب كما هي العادة، رغم أنه شخص متذوق للأدب والفن والموسيقى.
فكرة اختراع الديناميت
أراد ألفرد نوبل أن يقدم منجزًا جديدًا يفيد من خلاله البشرية، أن يترك بصمة منفعة للناس، فولدت لديه فكرة توفير كل تلك الطاقات الإنسانية الهائلة في سبيل استخراج الحجارة ومواد البناء من الجبال، وعمليات فتح السدود والطرق. لذلك كان تركيزه على ما يمكن أن يقوم بهذه المهمة بدلًا عن الإنسان، فكانت الشرارة العبقرية الأولى نحو فكرة ولادة الديناميت. يمكن اعتبار أن الديناميت هو أحد أهم المتفجرات الصناعية، ويُستخدم في إحداث التفجيرات في المناجم ومقالع الحجارة، ولشق القنوات ووضع أساسات المباني الضخمة. كذلك تم استخدم الديناميت للأغراض التدميريَّة في الحروب. والمادة المدمرة في الديناميت سائل زيتي اسمه النتروجلسرين، حيث يتم خلط هذه المادة مع مواد أخرى وتوضع في أُسطوانات تصنع من ورق مشمع أو من البلاستيك.
يتراوح قطر هذه الأسطوانات ـ التي تسمى الخراطيش ـ بين 22و200 ملم، ويتراوح طولها بين 10و76سم. ولاستخدام الديناميت، توضع نبيطة تدمير تسمى الغطاء المفجر، أو كبسولة التفجير في إحدى نهايتي الخرطوش وتوضع العبوة عن طريق تجويف أسطواني داخل المادة المتفجرة، ثم يتم ردم التربة حول الخرطوش وما حولها، وبعد الانتقال إلى مكان آمن، يتم الضغط على زر التفجير، ويحدث التفجير إما عن طريق الصمام الكهربائي، وإما عن طريق استخدام تيار كهربائي.
في سنة 1867 كان موعد هذا الرجل مع ولادة الديناميت على يديه بعد تفكير وتجارب ومعاناة حتى تكللت تلك الجهود المخاضية بهذه الولادة الجديدة التي يستقبلها العالم بترحاب، بحيث يوفر جهدًا كبيرًا على الإنسان في مسألة العمار، وإنشاء المشاريع الصناعية والزراعية. اكتشف نوبل تراب المشطورات ـ أحد أنواع التراب الطباشيري ـ الذي يمتص قدرًا كبيرًا من النيتروجلسرين، واكتشف أنه من الممكن أن يتم تحويل تراب المشطورات الممزوج بالنتروجلسرين إلى مادة متفجرة أقل خطورة من مادة النيتروجلسرين وحدها. وكانت هذه المادة أكثر قوة من البارود، ولذلك استخدمت فيما بعد في التفجير. كما تمكن نوبل أن يستخرج من اكتشافه الديناميت المباشر والجيلاتين المتفجر.
جائزة نوبل
لقد حقق ألفرد نوبل نجاحًا في مجال عمله، بيد أن اختراعه الذي نفع الناس قدم نفعًا للناس، تم استغلاله من ناحية أخرى في الحروب التي كان يتحاشاها، ويقول عنها: «هول الأهوال وأكبر الجرائم». إن تخصيصه لهذه الجائزة الكبرى محاولة منه للاعتذار الكبير، ولكن الاعتذار هنا يكون لأهل العطاء والخير في التاريخ الإنساني، فهو يطلب من النخب الإنسانية عبر التاريخ البشري كله أن تقبل منه هذا الاعتذار، لأنه عندما قدم اختراعه، ظن بأن ذلك لن يكون إلا لنفع البشرية، ولم يكن يعلم أن هذا الاختراع سوف يُستخدم في الحروب وإلحاق الأذى بالناس.
تُعد جائزة نوبل من أهم الجوائز العالمية التي تكرّم أهل الفكر والإبداع والاختراع في العالم، وهي جائزة سنوية تحقق للفائز بها شهرة وانتشارًا في مجال عمله، وتمنح لعلماء ومبدعين في: الفيزياء، والكيمياء، والفيزيولوجيا، والأدب، والسلم العالميز يتم منح هذه الجائزة في العاشر من ديسمبر من كل عام لمن يقوم بالأبحاث البارزة، أو لمن يستطيع أن يبتكر تقنيات جديدة، أو من يقوم بخدمات اجتماعية نبيلة. وتُعد جائزة نوبل أعلى مرتبة من الثناء والإطراء على مستوى العالم.
أُقيم أوّل احتفال لتقديم جائزة نوبل في الآداب، الفيزياء، الكيمياء، والطب في الأكاديمية الملكية الموسيقية في مدينة ستوكهولم السويدية عام 1901 وابتداءً من عام 1902، قام الملك بنفسه بتسليم جائزة نوبل للأشخاص الحائزين عليها. تردّد الملك «أوسكار» الثاني، ملك السويد في بداية الأمر في تسليم جائزة وطنية لغير السويديين، ولكنه تقبّل الوضع فيما بعد لإدراكه لكمية الدعاية العالمية التي ستجنيها السويد.
موجز حياة المخترع ألفريد نوبل
ولد عالم الكيمياء السويدي ألفرد نوبل في 21 أكتوبر 1833م في مدينة ستوكهولم، عاصمة السويد. أتاح والده عمانوئيل نوبل، بعد جهد وكفاح في العمل في حقل الألغام البحرية وثرائه من ذلك، فرصة تعلّم جيدة لابنه ألفريد وأخوته الثلاثة، حيث وفر لهم المدرسين الأكفاء في علوم الطبيعة والكيمياء واللغات والآداب، فما أن بلغ ألفريد السابعة عشرة من عمره حتى أتقن خمس لغات وهي : السويدية، والروسية، والفرنسية، والإنجليزية، والألمانية.اقترن اسمه بالعالم المتعطش إلى الحروب الفتاكة، فقد قام بصناعة المواد المتفجرة، وخاصة الديناميت، وحقق ثروة من اختراعه إلى أن بلغت ثروته تسعة ملايين دولار أمريكي ذلك الوقت، ولكنه اكتشف أن هذه الثروة تحققت له من عمل بات يساء استخدامه.
كان ألفرد نوبل غنيًا في شخصيته، وكان يقرأ الأدب، ويسعى إلى تقديم عمل نافع إلى الإنسانية، الأمر الذي دفعه في مجال دراسته الهندسية إلى صناعة الديناميت.إن قصة اختراع الديناميت تقدم لنا مخترعًا عبقريًا أراد أن يثبت للآخرين، وعلى الأخص للمرأة التي أحبها، ولكنها رفضته، بأنه شخص متفوق وليس فاشلًا. لقد استخدم هذا الشخص الرعونة والقوة في الاختراع، فلجأ إلى المتفجرات دون اللجوء إلى الفن والأدب كما هي العادة، رغم أنه شخص متذوق للأدب والفن والموسيقى.
فكرة اختراع الديناميت
أراد ألفرد نوبل أن يقدم منجزًا جديدًا يفيد من خلاله البشرية، أن يترك بصمة منفعة للناس، فولدت لديه فكرة توفير كل تلك الطاقات الإنسانية الهائلة في سبيل استخراج الحجارة ومواد البناء من الجبال، وعمليات فتح السدود والطرق. لذلك كان تركيزه على ما يمكن أن يقوم بهذه المهمة بدلًا عن الإنسان، فكانت الشرارة العبقرية الأولى نحو فكرة ولادة الديناميت. يمكن اعتبار أن الديناميت هو أحد أهم المتفجرات الصناعية، ويُستخدم في إحداث التفجيرات في المناجم ومقالع الحجارة، ولشق القنوات ووضع أساسات المباني الضخمة. كذلك تم استخدم الديناميت للأغراض التدميريَّة في الحروب. والمادة المدمرة في الديناميت سائل زيتي اسمه النتروجلسرين، حيث يتم خلط هذه المادة مع مواد أخرى وتوضع في أُسطوانات تصنع من ورق مشمع أو من البلاستيك.
يتراوح قطر هذه الأسطوانات ـ التي تسمى الخراطيش ـ بين 22و200 ملم، ويتراوح طولها بين 10و76سم. ولاستخدام الديناميت، توضع نبيطة تدمير تسمى الغطاء المفجر، أو كبسولة التفجير في إحدى نهايتي الخرطوش وتوضع العبوة عن طريق تجويف أسطواني داخل المادة المتفجرة، ثم يتم ردم التربة حول الخرطوش وما حولها، وبعد الانتقال إلى مكان آمن، يتم الضغط على زر التفجير، ويحدث التفجير إما عن طريق الصمام الكهربائي، وإما عن طريق استخدام تيار كهربائي.
في سنة 1867 كان موعد هذا الرجل مع ولادة الديناميت على يديه بعد تفكير وتجارب ومعاناة حتى تكللت تلك الجهود المخاضية بهذه الولادة الجديدة التي يستقبلها العالم بترحاب، بحيث يوفر جهدًا كبيرًا على الإنسان في مسألة العمار، وإنشاء المشاريع الصناعية والزراعية. اكتشف نوبل تراب المشطورات ـ أحد أنواع التراب الطباشيري ـ الذي يمتص قدرًا كبيرًا من النيتروجلسرين، واكتشف أنه من الممكن أن يتم تحويل تراب المشطورات الممزوج بالنتروجلسرين إلى مادة متفجرة أقل خطورة من مادة النيتروجلسرين وحدها. وكانت هذه المادة أكثر قوة من البارود، ولذلك استخدمت فيما بعد في التفجير. كما تمكن نوبل أن يستخرج من اكتشافه الديناميت المباشر والجيلاتين المتفجر.
جائزة نوبل
لقد حقق ألفرد نوبل نجاحًا في مجال عمله، بيد أن اختراعه الذي نفع الناس قدم نفعًا للناس، تم استغلاله من ناحية أخرى في الحروب التي كان يتحاشاها، ويقول عنها: «هول الأهوال وأكبر الجرائم». إن تخصيصه لهذه الجائزة الكبرى محاولة منه للاعتذار الكبير، ولكن الاعتذار هنا يكون لأهل العطاء والخير في التاريخ الإنساني، فهو يطلب من النخب الإنسانية عبر التاريخ البشري كله أن تقبل منه هذا الاعتذار، لأنه عندما قدم اختراعه، ظن بأن ذلك لن يكون إلا لنفع البشرية، ولم يكن يعلم أن هذا الاختراع سوف يُستخدم في الحروب وإلحاق الأذى بالناس.
تُعد جائزة نوبل من أهم الجوائز العالمية التي تكرّم أهل الفكر والإبداع والاختراع في العالم، وهي جائزة سنوية تحقق للفائز بها شهرة وانتشارًا في مجال عمله، وتمنح لعلماء ومبدعين في: الفيزياء، والكيمياء، والفيزيولوجيا، والأدب، والسلم العالميز يتم منح هذه الجائزة في العاشر من ديسمبر من كل عام لمن يقوم بالأبحاث البارزة، أو لمن يستطيع أن يبتكر تقنيات جديدة، أو من يقوم بخدمات اجتماعية نبيلة. وتُعد جائزة نوبل أعلى مرتبة من الثناء والإطراء على مستوى العالم.
أُقيم أوّل احتفال لتقديم جائزة نوبل في الآداب، الفيزياء، الكيمياء، والطب في الأكاديمية الملكية الموسيقية في مدينة ستوكهولم السويدية عام 1901 وابتداءً من عام 1902، قام الملك بنفسه بتسليم جائزة نوبل للأشخاص الحائزين عليها. تردّد الملك «أوسكار» الثاني، ملك السويد في بداية الأمر في تسليم جائزة وطنية لغير السويديين، ولكنه تقبّل الوضع فيما بعد لإدراكه لكمية الدعاية العالمية التي ستجنيها السويد.