قصة زينب بنت جحش رضي الله عنها
هي احدى زوجات النبي صلّ الله عليه وسلم ، تزوجها بعد غزوة بني قريظة في العام الخامس للهجرة ، وفي زوجاها من نبي الله صلّ الله عليه وسلم تحدث المنافقون ونزلت آيات تحريم التبني .
النسب :
اسمها زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ، كانت كنيتها هي أم الحكم وقيل عنها أيضًا أم المساكين ، ولدت قبل الهجرة بثلاثة وثلاثون سنة ، هي أمًا للمؤمنين أحد زوجات الرسول صلّ الله عليه وسلم .وكانت إبنه عمته أميمة بنت عبد المطلب وأخت للصحابي عبد الله بن جحش ، وأبيها كان حليفًا لقريش بن عبدالمطلب بن هاشم ، وقد أسلمت زينب رضي الله عنها وانتقلت بعدها إلى المدينة ، وقد تزوجها الرسول صلّ الله عليه وسلم بعد أن طلقها زيد بن حارثه رضي الله عنه ، بعدما زوجها الله تعالى للنبي صلّ الله عليه وسلم .
فكان لسيدة زينب مكانة كبيرة عند النبي صلّ الله عليه وسلم ، وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كانت زينب هي التي تساميني من أزواج النبي ، ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثًا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يتصدق به ، ويتقرب به إلى الله ، ما عدا سورة من حدة كانت فيها ، تسرع منها الفيئة .
أما عن زواجها بزيد بن حارثة فقد هاجرت السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها إلى يثرب ، بعد هجرة الرسول صلّ الله عليه وسلم إليها ، وقد خطبها النبى إلى زيد بن حارثة وكانت زينب لا ترغب بذلك ، فنزل قول الله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } سورة الأحزاب الآية 36
فوافقت السيدة زينب رضي الله عنها على هذا الزواج الذي كان سببًا في تحطيم الفوارق الطبقية فى المجتمع في ذلك الوقت قبل دخول الإسلام ، حيث فكانت هي من السادة الأحرار ، أما زيد بن حارثة فكان مولى لرسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ولم تسر الأمور بينهما على نحو جيد .
فقام زيد بن حارثة بتطليقها ولما علم الرسول قال له : أمسك عليك زوجتك وأتق الله ، فنزلت الآية الكريمة : {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا } سورة الاحزاب 37
وتزوجها الرسول صلّ الله عليه وسلم بعدما طلقها زيد وبعد انقضاء عدتها ، ويقال أنها قد خرجت مع الرسول في غزوتي خيبر والطائف كمان أنها كانت معه في حجة الوداع ، وفي يومًا من الأيام ، كانت زينب رضي الله عنها تطعم الرسول صلّ الله عليه وسلم عسلًا ، فشعر زوجات الرسول في ذلك الوقت بالغيرة مما تقوم به زينب مع الرسول واتفقوا على أن يمنعوا الرسول من تناول العسل مرة أخرى عند زينب رضي الله عنها .
فكان الرسول صلّ الله عليه وسلم كلما ذهب إلى واحدة منهن قالت له أن هناك رائحة مغافير تنبعث من فمه ، والمغافير هو صمغ نباتي ذو رائحة كريهة ، فتعجب الرسول لهذا الأمر وحلف ألا يتناول العسل مرة أخرى فكان الرسول لا يحب أن يشتم منه إلا كل طيب ، ونزلت وقتها الأية الكريمة التي تقول : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ } سورة التحريم الآية 1