سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي يستطيع العيش بدون طعام عشر سنوات
سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي أو السَمَنْدَل الأَنكليسي أو سَمندل الأُلْم واسمه العِلمي المُتقلبة الأفعوانية هوَ سَمَندل مائي من عائِلة المُتقلبية، وهوَ النوع الوَحيد من الحَبليات الموجود في كهوف أوروبا. على عكس مُعظم البرمائيات، فإنَّ سمندل الكهوف الأوروبي حيوان مائي بشكلٍ كامل؛ أي أنهُ يأكل وَينام ويتكاثر تحتَ الماء. يتواجد سمندل الكهوف الأوروبي في الكهوف الموجودة في جبال الألب الدينارية، كما أنهُ مُتوطن في المياه المُتدفقة تحت الأرض من خلال الحجارة الجيرية الممتدة في كارست وسط وجنوب شرق أوروبا وتحديداً في جنوب سلوفينيا وَحوض نهر سوكا بالقُرب من مدينة ترييستي، كما أنهُ يتواجد في جنوب غرب كرواتيا وفي البوسنة والهرسك.
يُطلق السُكان المحليون اسم سمكة البَشر على هذا السَمندل؛ وذلك نتيجةً للون جِلده المُشابه للقوقازيين، ويُسمى أيضاً سمندل الكَهف أو السمندل الأبيض، أما في سلوفينيا فإنهُ يُعرف باسم بروتيوس والذي يَعني حرفياً "الكائن الذي يختبئ في الرطوبة". ذُكرَ سمندل الكهوف الأوروبي لأول مرة في عام 1689 من قبل عالم التاريخ الطَبيعي فالفاسور في موسوعته مجد دوقية كارنيولا، حيثُ ذكرَ أنهُ بعد هطول أمطار غزيرة جُرف سمندل الكهوف الأوروبي من المياه الجوفية، وفي ذلك الوقت اعتقدَ السكان المحليون أنهُ من نسل تنين الكهف.
يُعتبر سمندل الكهوف الأوروبي أكثر الحيوانات تكيُفاً مع الحياة في الظلام الدامس في موطنه تحت الأرض. عيون سمادل الكهوف الأوروبية غير مُتطورة مما يجعلها عَمياء، أما حواسها الأُخرى وخصوصاً حاستي الشَم والسمع فهي مُتطورة بشكلٍ كامل. يَفتقر هذا السَمندل إلى التَصبغ الحيوي في جلده. يَمتلك سمندل الكهوف الأوروبي ثلاثة أصابع في قدميه الخلفيتين. يُظهر هذا السمندل ما يُعرف باستدامة المرحلة اليرقية، حيثُ يحتفظ ببعض الخصائص اليرقية -مثل الخياشيم الخارجية- حتى مرحلة البُلوغ، وذلك مِثل بعض البرمائيات الأمريكية (سمندل المكسيك وَالسبحلية).
المظهر الخارجي
يشبه جِسم سمندل الكهوف الأوروبي شكل الثُعبان، ويبلغ طوله 20-30 سم، وقد يصل في بعض الأحيان إلى 40 سم. الجذع أسطواني الشَكل، وَسميك بشكل غير مُتشابه، كما أنهُ مُجزأ مع وجود أثلام مُتباعدة بصورة مُنتظمة على أطراف القسيمات العضلية، أما الذيل فهوَ قَصير نسبياً ومُسطح جانبياً ومُحاط بزعانف رقيقة. أطراف سمندل الكهوف الأوروبي صَغيرة وَرقيقة وتحتوي على عدد أقل من الأصابع مُقارنةً بالبرمائيات الأُخرى، حيثُ تحتوي الساقين الأماميتين على ثلاثة أصابع بدلاً من أربعة، أما الساقين الخلفيتين فيحتويان على إصبعين بدلاً من خمسة أصابع. يُغطى جسم سمندل الكهوف الأوروبي بطبقة رقيقة من الجِلد، والتي تحتوي على كمية قليلة جداً من صبغة الريبوفلافين والتي تجعل لونه أبيض مُصفر أو وَردي. يمكن رؤية الأعضاء الداخِلية لسمندل الكهوف الأوروبي حيث تكون لامعة في الجزء البطني من الجِسم، وبسبب تشابه لون السَمندل مع البَشر البيض يُطلق ليه البعض اسم سمكة البَشر. على الرغم من ذلك، فإنَّ جلد سمندل الكهوف الأوروبي يُحافظ على قدرته على إنتاج الميلانين. عندَ تعرض سمندل الكهوف الأوروبي إلى الضُوء فإن لونه يتغير تدريجياً إلى اللون الداكن، وفي بعض الحالات يتغير لون اليرقات أيضاً. رأس سمندل الكهوف الأوروبي يُشبه شكل الكمثرى وينتهي بأنف ظهري بطني قصير مُسطح. يمتلك سمندل الكهوف الأوروبي فُتحة فَم صَغيرة تحتوي على أسنان صغيرة جداً تكون على شكل غربال للحفاظ على الجزيئات الكبيرة داخل الفم، وأيضاً فإنَّ فتحات الأنف لديه صَغيرة بحيث غالباً ما تكون غير مُدركة بالحِس، ولكنها تتواجد جانبياً بالقرب من نهاية الأنف. تُغطي عين السمندل غير المُتطورة بطبقة من الجِلد. يَتنفس سمندل الكهوف الأوروبي عبر الخياشيم الخارجية التي تُشكل حزمتين مُتفرعتين في الجزء الخلفي من الرأس، وتكون حمراء اللون؛ وذلك يرجع إلى ظهور الدم الغني بالأكسجين من خلال الجلد غير المُصطبغ. يمتلك سمندل الكهوف الأوروبي رئتين بدائيتين ذات دور ثانوي في عملية التَنفس. الجَنسين في سمندل الكهوف الأوروبي مُتشابهين جداً في المظهر، ولكن الذكر يمتلك مذرق أكثر سمكاً من مذرق الأنثى.